المواقيت الصحيحة للصلوات الخمسة، للدكتور خالد بدير
المواقيت الصحيحة للصلوات الخمسة، للدكتور خالد بدير
لتحميل المقال أضغط هنا
لتحميل المواقيت أضغط هنا
وللقراءة كما يلي:
ظهر في الآونة الأخيرة اختلاف وتضارب في مواقيت الصلوات الخمسة؛ ولا سيما وقت صلاة الفجر ؛ وحيث إن الشارع الحيكم أمرنا بالرجوع إلى أهل الذكر والاختصاص كلٌ في تخصصه؛ قال تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. (النحل: 43).
وهذه الآية دليل قاطع في الرجوع إلى أهل الذكر والاختصاص عند اختلاط الأمر؛
وبمناسبة ذكر هذه الآية فإن أحد علماء الأزهر الشريف سافر إلى دولة أجنبية؛ فقال له أحدهم يا شيخ: أنتم تقولون أن القرآن فيه كل شيء؟ قال: نعم . قال: هات لي دليل من القرآن أن هذا الجِوال ( الشوال ) من الدقيق يعمل كذا رغيف ؟!! فرد عليه الشيخ: ائتني بخبَّاز ؛ فأتاه به ؛ فسأل الشيخ الخباز ؟ فأجابه الخباز : الجوال يعمل كذا رغيف !! فقال الرجل : أنت سألت الخباز ولم تأت بإجابة من القرآن الكريم !! فأجابه الشيخ: القرآن الكريم يقول: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. (النحل: 43). وهذا من أهل الذكر في مجاله.
وكما أننا نرجع في جميع أمورنا الدنيوية إلى أهل الاختصاص؛ فلو أنك ستبني عمارة فإنك تأتي بأمهر المهندسين؛ ولو أنك تحتاج إلى عملية جراحية فإنك تسأل عن أمهر أطباء الجراحة … وهكذا
فكذلك نرجع في أمور ديننا إلى أهل الفقه والاختصاص؛ وحيث إن الهيئة المصرية للمساحة هي الجهة الوحيدة المنوطة بحساب المواقيت والحسابات الفلكية حسب دوران الأرض حول الشمس وحسب منازل القمر ؛ وهذا مستمد من قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }. (يونس: 5).
وكذلك الأحاديث النبوية؛ فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :” إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا لَهُ ” .( متفق عليه).
فقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أن قوله: ( اقدروا له ) أي الحسابات الفلكية حسب منازل القمر . قال الإمام النووي في شرحه على مسلم:” اختلف العلماء في معنى ( فاقدروا له ) فقالت طائفة من العلماء : معناه ضيقوا له وقدروه تحت السحاب ، وممن قال بهذا أحمد بن حنبل وغيره ممن يجوز صوم يوم ليلة الغيم عن رمضان كما سنذكره – إن شاء الله تعالى – وقال ابن سريج وجماعة – منهم : مطرف بن عبد الله وابن قتيبة وآخرون – : معناه قدروه بحساب المنازل ، وذهب مالك والشافعي وأبو حنيفة وجمهور السلف والخلف إلى أن معناه : قدروا له تمام العدد ثلاثين يوما ” .أ.ه
وهذه التكنولوجيات الحديثة لم تكن على عهد سلفنا الصالح؛ وكانوا يطالعون المواقيت والهلال بالعين المجردة فوق الجبال؛ ولو كانت عندهم لأخذوا بها ؛ ولا سيما أنها تتوافق مع الرؤية الشرعية في معظم الأحيان ؛ وأن القمر سيولد في الساعة كذا والدقيقة والثانية .
وحيث إن الأمر قد حُسم من أهل الاختصاص؛ فلا داعي للاختلاف والفرقة والتخبط وراء الآراء الشاذة التي تؤدي إلى زرع الأحقاد والضغائن؛ وعلينا أن نلتزم بما أصدرته هيئات الاختصاص الممثلة في هيئة المساحة ووزارة الأوقاف.
وأما الأذانان في صلاة الفجر فهما مشروعان ؛ فقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذنان؛ الأول بلال ؛ يؤذن الفجر الكاذب ؛ والثاني عبدالله بن أم مكتوم يؤذن الفجر الصادق؛ وبينهما مسافة تقدر بثلث ساعة تقريبا؛ أو حسب ما يتفق أهل الحي؛ والأذان الأول بمثابة استعداد وتهيئة للثاني حتى يستطيع كل واحد منا أن يقضي حاجته من طعام وشراب وخلافه في حالة الصيام ؛ وهو بمثابة مدفع الإمساك حالياً : فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤَذِّنَانِ: بِلَالٌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ؛ قَالَ وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا إِلَّا أَنْ يَنْزِلَ هَذَا وَيَرْقَى هَذَا “. ( متفق عليه واللفظ لمسلم ).
ويستحب لمن في مسجده أذانان ؛ أن يختص كل أذان بمؤذن ؛ لتغاير الصوت ؛ وحتى لا يختلط الأذان الأول مع الثاني؛ ولا سيما أن المستيقظ من النوم على صوت المؤذن قد يختلط عليه الأمر بسهولة لو كان المؤذن واحداً للأذانين؛ ولهذا جعل الرسول – صلى الله عليه وسلم – بلالاً للأول وابن أم مكتوم للثاني .
وبناءً عليه يجب على جميع الأئمة العمل والالتزام بهذه المواقيت كلٌ في مسجده وحيه؛ حتى لا يتحملوا مسئولية الصائمين أمام الله يوم القيامة ؛ ولا يركن أي إمام إلى الخلافات والعادات القديمة المتأصلة ؛ أن الأذان بعد أذان الراديو أو قبله أو بعده بثلاث دقائق أو غير ذلك .
ومرفق به رابط التحميل لمواقيت الصلاة لجميع محافظات الجمهورية من هيئة المساحة المصرية بالتنسيق مع وزارة الأوقاف.
حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء ؛؛؛
وكل عام وأنتم بخير ؛؛؛
كتبه / خادم الدعوة الإسلامية.
د / خالد بدير بدوي.
وللإطلاع علي المواقيت الصحيحة وفقا الهيئة المصرية العامة للمساحة.
كما يلي: